ويحتفل المسلمون، السبت، بحلول أول أيام شهر الصيام مع تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، ضد مدن ومخيمات الفلسطينيين شمال الضفة، خصوصاً في جنين وطولكرم وطوباس، في إطار عملية أطلق عليها اسم "السور الحديدي".
وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس، نهاد الشاويش، في اتصال هاتفي مع الأناضول، إن العملية العسكرية الإسرائيلية متواصلة في المخيم منذ 20 يوماً.
وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي لا يزال يعمل على تحويل مبانٍ سكنية إلى ثكنات عسكرية، ويعمل على تدمير وتخريب منازل فلسطينية". وبيَّن أن "الجيش أحرق، الجمعة، منزلين، فيما أحرق خلال اليومين الماضيين 5 منازل".
وندد الشاويش بـ"استمرار العملية العسكرية، وهدم وتخريب ممتلكات ومنازل الفلسطينيين، ولفت إلى أن نحو 9 آلاف فلسطيني نزحوا من المخيم بفعل العملية الإسرائيلية.
اقتحام حي المساكن الشعبية
في السياق ذاته، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، حي المساكن الشعبية بمحافظة نابلس، بالتزامن مع عدوانه المتواصل على شمال الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من شهر، وعشية حلول شهر رمضان الكريم.
وذكر شهود عيان للأناضول، الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي "اقتحم حي المساكن الشعبية شرقي نابلس وحاصر بناية سكنية". وأوضحوا أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي دفعت أيضاً بتعزيزات عسكرية إلى الحي.
ومنذ 39 يوماً يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة، مستهدفاً مدينة جنين ومخيمها، ويستهدف مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الثالث والثلاثين.
ومساء الأحد، اقتحمت دبابات إسرائيلية مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، في تصعيد عسكري هو الأول من نوعه منذ عام 2002.
وشوهدت 3 دبابات ترافقها آليات عسكرية تقتحم المخيم، في مشهد يعيد إلى الأذهان اجتياح الضفة الغربية خلال عملية "السور الواقي" عام 2002.
وفي مؤتمر صحفي مساء الأحد، خلال حفل تخريج ضباط في مدينة حولون قرب تل أبيب، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن "الجيش سيواصل القتال" في الضفة الغربية المحتلة.
وتُحذر السلطات الفلسطينية من أن تلك العملية تأتي "في إطار مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلاناً رسمياً لوفاة حل الدولتين".
يأتي توسيع العمليات العسكرية شمال الضفة الغربية بعد تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 927 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفاً و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعمٍ أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلَّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.