بيت لاهيا تحت نار الإبادة الجماعية والتهجير القسري
بيت لاهيا تحت نار الإبادة الجماعية والتهجير القسريلحظات عصيبة عاشها سكان بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، خلال الأيام الماضية، بعد أن اشتد القصف الإسرائيلي بالتزامن مع تقدم جيش الاحتلال في أحياء البلدة، خصوصاً الشرقية منها، واضطرار الجزء الأكبر من سكانها إلى النزوح باتجاه مدينة غزة.
غزة
27 يناير 2025

واستقبلت البلدة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية في شمال غزة يوم الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عدداً كبيراً من العائلات القادمة من مخيم جباليا الذي يشهد عمليات هدم وقصف ممنهج وفقاً للأمم المتحدة.

وتوزع النازحون على أحياء البلدة، لكنَّ تقدُّم قوات الاحتلال في المناطق الغربية من البلدة أدى إلى حصر السكان في الأحياء الشرقية وتحديداً حول مدارس بيت لاهيا وأبو تمام التي تحولت إلى هدف لعمليات القصف وإطلاق النار من الطائرات المسيرة "كواد كابتر"، كما أفاد شهود عيان لـTRT عربي.

وخلال اليومين الماضيين بدأ جيش الاحتلال بالتقدم تجاه حي المنشية وعلى امتداد الشارع العام وصولاً إلى مدارس بيت لاهيا التي بدأت الطائرات المُسيرة "كواد كابتر" بدعوة من فيها إلى الإخلاء، ما أدى في النهاية إلى نزوح الجزء الأكبر من الموجودين في هذه المدارس باتجاه مدينة غزة عبر شارع صلاح الدين.

وأفاد شهود عيان لـTRT عربي بأن قوات الاحتلال اعتقلت عدداً من المواطنين فيما واصل الآخرون طريقهم إلى مدينة غزة التي اكتظت بالنازحين.

ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة فإن الأسر النازحة تجاه مدينة غزة "تُحشَر في بنايات مكتظة ومتضرّرة وفي عشرة مواقع، وتعد الأحوال متردية بوجه خاص في المركز الجماعي المقام في استاد فلسطين، الذي شهد زيادة قدرها ثمانية أضعاف في عدد المقيمين فيه (من 100 إلى 800 أسرة) خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني".

وأضاف التقرير أن " 700 أسرة نزحت مؤخراً تعيش في خيام على أرض ملعب كرة القدم، حيث يتقاسم عدد يصل إلى 25 شخصاً الخيمة نفسها. وتفيد التقارير بأن الرجال ينامون في الليل في الخارج من أجل إفساح المجال للنساء والأطفال".

النزوح وأهواله

اضطرت آمنة حسين إلى النزوح مع أطفالها الأربعة إلى مدينة غزة من بلدة بيت لاهيا. تروي معاناتها قائلةً: "خرجنا مضطرين ومقهورين، تاركين رجالنا خلفنا في قبضة الجيش الإسرائيلي". وتوضح أن قرار النزوح جاء بعد أن أحاطت الدبابات الإسرائيلية بمكانهم وكثّفت من قصفها على مراكز الإيواء والمنازل القريبة.

ووفق شهود عيان فإن الجيش الإسرائيلي استخدم مكبرات صوت مثبَّتة على طائرات مُسيرة لتحذير النازحين بضرورة إخلاء المدارس فوراً، مهدداً باستخدام القوة إذا لم يستجيبوا. تحت وطأة هذا التهديد، اضطر الآلاف لإخلاء المكان وسط حالة من الهلع والخوف.

الشابة إيمان المصري، التي وصلت مع عائلتها إلى غزة بعد نزوحها من بيت لاهيا، تروي كيف أُجبروا على مغادرة منزلهم القريب من مراكز الإيواء. تقول إن جيش الاحتلال اعتقل والدها وأشقاءها الثلاثة للتحقيق، ومنذ ذلك الحين لا يعرفون شيئاً عن مصيرهم.

تضيف إيمان بقلق: "أنا وأمي وأخواتي نعيش حالة من التوتر والخوف الشديد عليهم. لقد مرت ساعات طويلة على اعتقالهم ولم تصل إلينا أي أخبار عنهم". وتتابع الحديث عن رحلة النزوح: "احتجزَنا الجنود الإسرائيليون لنحو ساعتين، ووجهوا إلينا الإهانات وأطلقوا النار في الهواء لترويعنا". ثم سمحوا لهم بالمغادرة وسط ظروف قاسية، حيث كان الجميع يبكي خوفاً وقهراً.

عائلة البسيوني المكونة من ثمانية أفراد كانت نموذجاً للمعاناة الإنسانية، إذ تنقلت بين مراكز الإيواء لمدة 60 يوماً، متمسكةً بالبقاء رغم الجوع والعطش. لكنّ هذا الصمود انتهى عندما اعتقل الجيش الإسرائيلي الأب وأبناءه، ما أجبر بقية العائلة على النزوح تحت وطأة الخوف والمجهول.

نغم البسيوني، وهي جزء من عائلة مكونة من ثمانية أفراد، وتنقلت ما بين مراكز الإيواء لمدة شهرين، تصف الوضع قائلةً: "أيام الحصار كانت قاسية للغاية. كنا نفتقر إلى الماء والطعام، ونخشى أن نموت جوعاً". وتضيف: "رغم كل ذلك، قررنا التمسك بالبقاء، لكنَّ الهجمات الأخيرة كانت غير محتملة. اضطررنا إلى الخروج بسبب القصف المكثف وإطلاق النار، وسط حصار الآليات الإسرائيلية".

وتشير نغم إلى ما تصفه بإذلال متعمَّد من الجيش الإسرائيلي، إذ يتعرض النازحون للإهانات والاعتداءات، دون أي احترام للقوانين الدولية. وتوجِّه رسالة إلى العالم: "نطالب بالتحرك العاجل لوقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في شمال قطاع غزة".

مَن تبقّى في الشمال؟

وفق تقديرات الأمم المتحدة لعدد السكان الفلسطينيين في محافظتي غزة وشمالها، والمستندة إلى البيانات التي جمعتها من عمليات تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال، فإن عدد سكان محافظة شمال غزة قبل العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول وصل إلى 175 ألف نسمة، فيما وصل عدد سكان غزة إلى 256 ألف نسمة.

وبعد بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في الشمال، أظهر تقدير للأمم المتحدة أن ما بين 100 ألف و130 ألف شخص من شمال غزة نزحوا من محافظة شمال غزة، ما يعني أن ما بين 45 ألفاً و75 ألفاً في المحافظة.

وحتى مع موجات النزوح الأخيرة التي شهدتها محافظة شمال غزة، ما زال آلاف السكان في المحافظة، وتحديداً في منطقة مشروع بيت لاهيا، وجزء من بلدة بيت لاهيا، وبيت حانون وعزبة بيت حانون وفق إفادة شهود عيان لـTRT عربي.

يوجد هؤلاء في محافظة الشمال في ظل استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي القطاع الطبي والدفاع المدني في المحافظة، وهذا ما أوضحه الوكيل المساعد لوزارة الصحة في غزة ماهر شامية، الذي قال إن "مستشفيات شمال القطاع أصبحت أهدافاً مباشرة للهجمات العسكرية، ما جعلها غير قادرة على استقبال الجرحى أو نقلهم بسبب المخاطر الأمنية".

وذكر شامية أن مستشفى كمال عدوان، الأكبر في شمال غزة، يتعرض بشكل مستمر لهجمات الطائرات المسيرة الإسرائيلية من طراز "كواد كابتر"، التي تلقي قنابل وتطلق الرصاص على ساحاته. وأضاف أن "الهجمات أدت إلى تدمير شبكة الأكسجين بالكامل، ما تسبب في توقف العمليات الجراحية وتهديد حياة المرضى".

اكتشف
إصابة 8 جنود إسرائيليين في إطلاق نار بالأغوار الشمالية في الضفة
الاحتلال يكثّف عدوانه على طولكرم وجنين وسط تصعيد متواصل بالضفة
الرئاسة التركية: الرئيس السوري الشرع سيزور تركيا غداً الثلاثاء
نتنياهو مع ترمب في واشنطن لمناقشة المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة
"منطقة منكوبة إنسانياً".. الحكومة في غزة تعلن حجم خسائر الإبادة في القطاع
رئيس أركان الاحتلال متوعداً الفلسطينيين: 2025 سيكون مليئاً بالقتال
المقررة الأممية المعنية بفلسطين: نية إسرائيل الإبادة بالضفة واضحة
الاتحاد الأوروبي يندد بحظر تل أبيب أنشطة الأونروا في فلسطين
إدارة ترمب والمستوطنون.. شرعنة الضم وترحيل الفلسطينيين تحت غطاء سياسي جديد
الشرع في أول خطاب رئاسي: سنفرض سيادة سوريا تحت سلطة واحدة وعلى أرض واحدة
"نفعل الكثير من أجلهم".. ترمب يقول إن مصر والأردن سيستقبلان الفلسطينيين
"رجل الظّل وابن الموت".. تعرّف محمد الضيف قائد أركان كتائب القسام
الأمم المتحدة تعلن مواصلة الأونروا مهامها رغم الحظر الإسرائيلي
الشرع يتلقى تهانئ عربية رسمية بعد توليه رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية
الحصيلة بلغت 823.. جيش الاحتلال يرتكب 15 خرقاً جديداً لوقف النار في لبنان
تصفح TRT Global. شارك ملاحظاتك!
Contact us