وذكرت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية أن عشرات الشبان تجمّعوا أمام مدخل المطار، رافعين رايات الحزب، وأضرموا النيران في إطارات مطاطية، ما أدى إلى قطع الطريق.
وعمل الجيش اللبناني على منع المحتجين من قطع الطريق وتسهيل حركة المرور، وفق الوكالة الوطنية. وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تدافُعاً بين محتجِّين غاضبين وعناصر من الجيش اللبناني.
وجاءت الاحتجاجات بعد تداول مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي من مطار طهران، يدعو فيه مسافر لبناني إلى قطع طريق المطار قائلاً: "ننتظر منذ الصباح هنا، نحن لبنانيون، ولا أحد يتحكم بنا" بعد إلغاء رحلتهم إلى بيروت.
وناشد المسافر اللبناني في المقطع المصور، رئيس البرلمان نبيه بري بالتدخل لإعادة المسافرين اللبنانيين إلى بيروت.
وأوضح مسؤول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أن "المطار تَلقَّى طلباً من وزارة الأشغال العامة والنقل بإبلاغ خطوط ماهان الإيرانية عدم استقبال رحلتين تابعتين لها إلى بيروت، واحدة كانت مقررة مساء الخميس وأخرى الجمعة"، مشيراً إلى أن الرحلتين "أُرجئتا إلى الأسبوع المقبل"، دون تحديد السبب.
وفي طهران نقلت وكالة "مهر" عن سعيد شالاندري، رئيس مجلس إدارة مطار الإمام الخميني، قوله إن "رحلة اليوم (أمس الخميس) إلى بيروت كانت مجدولة، لكن الوجهة لم تمنح الأذونات اللازمة".
وندّد النائب في حزب الله إبراهيم الموسوي بالتهديدات الإسرائيلية لمطار بيروت، وقال في بيان إن "على الدولة اللبنانية بأجهزتها كافة أن تتحمل مسؤولياتها لإنهاء هذا الأمر والعمل على إعادة مواطنيها إلى بلدهم فوراً وعدم الامتثال للتهديدات الإسرائيلية تحت أي مسمى أو ظرف".
من جهتها قالت المديرية العامة للطيران المدني في بيان، إنه "حرصاً على تأمين سلامة وأمن مطار رفيق الحريري الدولي، اتُّخذ بعض الإجراءات الأمنية الإضافية التي تتوافق مع المقاييس والمعايير الدولية (...)".
وأضافت أن الأمر "اقتضى إعادة جدولة توقيت بعض الرحلات الآتية إلى لبنان مؤقتاً، ومنها الرحلات الآتية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لغاية تاريخ 18 فبراير/شباط 2025"، منوهة بأنه "يجري العمل الآن مع شركة طيران الشرق الأوسط لتسيير رحلة الليلة لنقل المسافرين اللبنانيين العالقين في مطار طهران".
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، ادّعى في منشور على منصة إكس أن فيلق القدس وحزب الله "يستغلان على مدار الأسابيع الأخيرة مطار بيروت الدولي من خلال رحلات مدنية، في محاولة لتهريب أموال مخصصة لتسليح حزب الله".
ونفى حزب الله ومسؤولون لبنانيون مراراً اتهامات باستخدام الحزب المطار لنقل وتخزين سلاح من طهران. ومؤخراً عززت الأجهزة الأمنية بإشراف الجيش اللبناني إجراءات الرقابة والتفتيش في المطار لضمان عدم استهدافه.
وبزعم التصدي لتهديدات من حزب الله، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ما أسفر عن 73 قتيلاً و265 جريحاً، وفق بيانات لبنانية رسمية. وتضمن الاتفاق مهلة 60 يوماً، تنسحب خلالها إسرائيل من البلدات التي احتلتها في جنوب لبنان خلال الحرب.
لكن تل أبيب أخلّت بالاتفاق عبر الامتناع عن تنفيذ الانسحاب الكامل خلال المهلة التي انتهت فجر 26 يناير/كانون الثاني 2025، قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن اتفاق إسرائيلي-لبناني على تمديدها حتى 18 فبراير/شباط الجاري.