أعلنت شركة Tupperware “توبر وير”، الشركة المصنعة لأوعية تخزين الطعام البلاستيكية المستخدمة في المطابخ في جميع أنحاء العالم، إفلاسها وسط تقلص الطلب وتزايد الخسائر المالية.

سميت الشركة بهذا الاسم على اسم إيرل توبر، الكيميائي الذي ابتكر لأول مرة حاويات بلاستيكية لتخزين بقايا الطعام باستخدام بقايا كيميائية في مصنع لتكرير النفط، واشتهرت توبر وير في الولايات المتحدة خلال الأربعينيات عندما أصبحت الأسر المتعبة من الحرب تدرك أهمية عدم هدر الطعام لتوفير المال.

استمرت الشركة في النمو لعقود من الزمان وتوسعت خارج الولايات المتحدة لتصبح علامة تجارية منزلية في جميع أنحاء العالم.

كانت شعبية الشركة نتيجة جزئية لاستراتيجيتها التسويقية غير التقليدية، والتي جلبت النساء كممثلات مبيعات مستقلات ينظمن "حفلات توبر وير" في منازلهن لبيع حاويات تخزين الطعام.

مع انخفاض فعالية الاستراتيجية في العقود الأخيرة، حاولت توبر وير الوصول إلى عملاء جدد من خلال القنوات عبر الإنترنت والمواقع في المتاجر التقليدية، مما أدى إلى نجاح محدود.

وكشفت وكالة رويترز أن شركة توبر وير كانت تحاول تحويل أعمالها لسنوات عديدة بعد الإبلاغ عن انخفاضات متتالية في المبيعات. لكن ارتفاع تكاليف العمالة والشحن والمواد الخام بعد كورونا أبقى أعمالها تحت الضغط.

ونتيجة لذلك، زادت التزامات توبر وير المقدرة بـ 10 مليارات دولار مقابل أصولها البالغة مليار دولار فقط، وفقًا لإيداعات الإفلاس.

يسمح إعلان الإفلاس للشركة بالتخلص من ديونها السابقة التي لا تستطيع سدادها بينما تتلقى البنوك والمقرضون الآخرون جزءًا فقط من المبلغ المستحق.

قصة تعثر هذه الشركة يعيد إلى الأضواء قصة 5 علامات تجارية كانت ذات جاذبية عالمية واسم معروف إما أفلست أو انتقلت إلى خط عمل جديد بسبب الضغط المالي.

كوداك

على الرغم من أن شركة كوداك للتصوير اخترعت تقنية التصوير الرقمي، إلا أن كوداك فشلت في مواكبة الثورة الرقمية التي ساعدت في إطلاقها.

حيث قام منافسوها مثل سوني وكانون ونيكون بتنويع عروضهم للبقاء على رأس الثورة الرقمية في التصوير الفوتوغرافي. ولكن شركة كوداك ركدت، وارتكبت ما وصف بأنه أحد أكبر الأخطاء الفادحة التي تمارسها الشركات.

وفقًا لستيف ساسون، مهندس شركة كوداك الذي ابتكر البديل النهائي للتصوير الفوتوغرافي التناظري أو التصوير السينمائي، فإن رد فعل الشركة على اختراعه كان باهتًا.

وقال لصحيفة نيويورك تايمز: "كان النموذج الأولي الخاص بي كبيرًا مثل محمصة الخبز... كان تصويرًا بدون فيلم، لذا كان رد فعل الإدارة، 'هذا لطيف ولكن لا تخبر أحدًا عنه'".

تأسست الشركة في عام 1880، وأنشأت سوق أفلام الكاميرا ثم هيمنت عليها لأكثر من قرن من الزمان، قبل أن تعلن إفلاسها في عام 2012 للتخلص من جزء من ديونها والتزامات المعاش التقاعدي.

تويز آر أص

تأسست شركة البيع بالتجزئة الأمريكية تويز آر أص عام 1957، وكانت موجودة لعقود من الزمان كواحدة من أكبر سلاسل متاجر الألعاب في العالم مع وجود في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا وآسيا وأستراليا.

لكن الديون المتراكمة التي بلغت 5 مليارات دولار أجبرت متجر الألعاب على تقديم طلب إفلاس في عام 2017. وأغلقت آخر متاجرها البالغ عددها 735 متجرًا في الولايات المتحدة بحلول يونيو 2018.

تخطط تويز آر أص للعودة، وتفتتح عشرين متجرًا جديدًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة تحت مجموعة جديدة من المالكين الذين حصلوا على حصة الأغلبية في عام 2021.

أوركوت

وصلت شعبية منصة التواصل الاجتماعي أوركوت لمرحلة تتنافس فيها مع شعبية فيسبوك في النصف الثاني من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

تأسست شركة أوركوت في عام 2004 على يد المهندس التركي أوركوت بويوكوكتن الذي كان يعمل لدى غوغل في ذلك الوقت، وبلغت أوركوت ذروتها في عام 2009 مع 300 مليون مستخدم.

لكنها فقدت الزخم الأولي حيث فشلت الشركة الأم غوغل في رؤية الإمكانات في منصات التواصل الاجتماعي التي لم تكن قد اجتاحت العالم بعد.

قال بويوكوكتن لـ TRT World في مقابلة سابقة إن تركيز غوغل في ذلك الوقت كان على الإعلانات عبر الإنترنت وتقنيات البحث، مما يعني أنها لم تر أوركوت كـ "أولوية".

تضاءلت مكانة أوركوت كمنصة تواصل اجتماعي مفضلة - على الأقل في أسواق مثل البرازيل والهند وباكستان - على مر السنين مع اكتساب فيسبوك وتويتر شعبية هائلة. وأوقفت غوغل أوركوت في عام 2014.

يخطط بويوكوكتن للعودة بما يطلق عليه موقع الويب التكنولوجي WIRED "عودة أوركوت الثانية".

توشيبا

على الرغم من أن توشيبا لم تعلن إفلاسها قط، إلا أن عملاق الإلكترونيات الياباني تصدر عناوين الأخبار باستمرار بسبب عثراته المتواصلة منذ عام 2015.

فوجئ الناس عندما تم الكشف عن ممارسات محاسبية خطيرة في أقسام متعددة من توشيبا - التي تصنع، أو كانت تصنع، كل عنصر إلكتروني تقريبًا من أجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر إلى خلايا البطاريات وأنظمة مكبرات الصوت.
كانت الشركة تبالغ في تقدير أرباحها لسنوات لتضخيم سعر سهمها. كشف المحققون عن مجموعة أخرى من المخالفات المحاسبية في عام 2020 بينما كشف تحقيق منفصل في عام 2021 أنها تواطأت مع وزارة التجارة اليابانية لقمع مصالح المستثمرين الأجانب.

بلغت سلسلة الخلافات ذروتها في قيام اتحاد من المستثمرين بتجميع الأموال لتحويل الشركة إلى شركة خاصة العام الماضي، منهيًا بذلك مسيرتها التي استمرت 74 عامًا كشركة عامة.

بلاك بيري

تأسست شركة بلاك بيري في عام 1984، وأصبحت رائدة في مجال تكنولوجيا الهواتف.

كان امتلاك هاتف بلاك بيري رمزاً للمكانة الاجتماعية. وقد وُصِف باراك أوباما، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة آنذاك، بأنه شخص "كانت إبهاماه ملتحمة عملياً بهاتفه بلاك بيري".

تتيح لوحة المفاتيح الصغيرة من نوع كويرتي للمستخدم الكتابة بكلا الإبهامين، وهو ما يعني القدرة على إرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني دون عناء تشغيل الكمبيوتر.

لكن كل شيء تغير بمجرد أن أطلقت شركة أبل لصناعة الهواتف الذكية هاتف آيفون الأكثر أناقة بشاشة تعمل باللمس في عام 2007.

على الرغم من أنها لم تعلن إفلاسها، إلا أن بلاك بيري لم تلحق بثورة الهواتف الذكية التي تعمل باللمس.

كان أحد عروض البيع الفريدة لشركة بلاك بيري هو التركيز على الأمن. ولكن جاذبيتها بين العملاء من الشركات لم تترجم بشكل جيد إلى سوق المستهلكين الأوسع، والتي أصبحت تهيمن عليها هواتف أبل وأندرويد بشكل متزايد.

تعمل بلاك بيري الآن بشكل أساسي كشركة برمجيات، مع التركيز على الأمن السيبراني وحلول المؤسسات.

وفي الوقت نفسه، فإن فشل نوكيا في الحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في سوق الهواتف المحمولة لا يختلف كثيرًا عن فشل بلاك بيري.

اعتمدت نوكيا على نظام التشغيل سيمبيان الخاص بها ولكنها فشلت في تحسينه للهواتف الذكية التي تعمل باللمس ونظم التطبيقات في حقبة ما بعد عام 2007 التي تهيمن عليها أجهزة تعمل باللمس مدعومة بنظام iOS من Apple وAndroid من Google.

في محاولة للتنافس مع آبل وغوغل، دخلت نوكيا في شراكة في عام 2011 مع مايكروسوفت لتبني نظام التشغيل ويندوز فون. ومع ذلك، فشلت المبادرة واستمرت مبيعات الشركة في الانخفاض.

ومع ذلك، استحوذت مايكروسوفت في عام 2014 على أعمال الهواتف المحمولة من نوكيا مقابل 7.2 مليار دولار في محاولة لدمج أجهزة نوكيا مع برنامج ويندوز فون الخاص بها. أثبتت هذه الخطوة فشلها إلى حد كبير، وألغت مايكروسوفت الصفقة بعد عامين فقط.

وبحلول عام 2016، خرجت مايكروسوفت من أعمال الهواتف المحمولة، مما يمثل فعليًا نهاية نوكيا كلاعب رئيسي في سوق الهواتف الذكية.

حولت نوكيا تركيزها إلى البنية التحتية للاتصالات بعد ذلك ولم تعد تعمل في مجال الهواتف المحمولة.