تستهلك شركات التكنولوجيا الكبرى كميات هائلة من الكهرباء، مما يستلزم إيجاد حلول طاقة قادرة على توفير الطاقة بشكل ثابت دون المساس بالاستدامة.
وفي السباق لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة من الطاقة، تتجه شركات التكنولوجيا العملاقة بشكل متزايد إلى الطاقة النووية كحل محتمل.
بعد شركات مثل أمازون ومايكروسوفت، تقوم غوغل الآن بتقييم مصادر الطاقة النووية لتزويد مراكز البيانات الواسعة النطاق الخاصة بها بالطاقة التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من الخدمات التي تعتمد على البيانات.
وأوضح سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة غوغل قبل أيام أن غوغل: "عن مصادر طاقة لا تلبي احتياجاتها العالية من الطاقة فحسب، بل ستحقق أيضًا هدفها المتمثل في توليد انبعاثات صافية صفرية".
وأكد بيتشاي مؤخرًا أن استثمارات الذكاء الاصطناعي أدت إلى تكبير حجم احتياجات الشركة من الطاقة بشكل كبير.
وقد دفع هذا القلق غوغل وشركات أخرى إلى استكشاف الطاقة النووية كخيار يمكن أن يوفر الطاقة بشكل مستمر وعلى نطاق واسع.
"انبعاثات صافية صفرية"
في شهر يوليو، حددت جوجل هدفًا طموحًا لتحقيق انبعاثات صفرية صافية عبر جميع عملياتها بحلول عام 2030.
وذكرت الشركة في أحدث تقرير لها : "بدءًا من عام 2023، لن نحافظ على الحياد الكربوني التشغيلي".
على الرغم من أن إجمالي انبعاثات جوجل المسببة للاحتباس الحراري في عام 2023 كانت أعلى بنسبة 48 في المائة مما كانت عليه في عام 2019، مما يعكس مضاعفة إجمالي استهلاكها للطاقة خلال تلك الفترة.
وفي مقابلة مع صحيفة نيكي حول هدف الانبعاثات الصفرية، قال بيتشاي: "لقد كان هدفًا طموحًا للغاية، وسنظل نعمل بطموح كبير لتحقيقه. ومن الواضح أن مسار استثمارات الذكاء الاصطناعي أضاف الكثير إلى حجم المهمة المطلوبة".
التحول نحو الطاقة النووية
تعمل غوغل على استكشاف مختلف حلول الطاقة النظيفة منذ سنوات، بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
ومع ذلك، مع توسع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإن مصادر الطاقة المتجددة التقليدية وحدها قد لا تكون كافية.
وقال الرئيس التنفيذي لغوغل إن الشركة حددت المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة (SMRs) كمرشح واعد.
وأضاف "نحن الآن نتطلع إلى استثمارات إضافية، سواء في مجال الطاقة الشمسية، وتقييم التقنيات مثل المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، وما إلى ذلك."
وتابع "أرى كمية كبيرة من الأموال تذهب إلى المفاعلات النووية الصغيرة المخصصة للطاقة النووية" .
وأوضح بيتشاي في كلمة ألقاها في جامعة كارنيجي ميلون في سبتمبر/أيلول: "عندما أنظر إلى رأس المال والابتكار الموجهين نحو [الطاقة المتجددة]، أشعر بالتفاؤل على المدى المتوسط والطويل".
وأشار إلى أن هذه التطورات تتطلب من الشركة زيادة استثماراتها في مصادر الطاقة القادرة على تلبية هذا الطلب المرتفع.
لكن جوجل ليست الشركة الوحيدة التي تهدف إلى تحقيق انبعاثات كربونية صفرية، وقعت شركتا أمازون ومايكروسوفت اتفاقيات كبيرة مع منشآت نووية لتشغيل عملياتهما
وفي وقت سابق من هذا العام، أبرمت أمازون صفقة بقيمة 650 مليون دولار مع محطة الطاقة النووية ساسكويهانا، في حين وقعت مايكروسوفت اتفاقية مدتها 20 عامًا مع محطة ثري مايل آيلاند في بنسلفانيا.