خرج مئات السوريين في مدن، مثل بصرى الشام والسويداء، للتعبير عن رفضهم القاطع لأي تدخل إسرائيلي في شؤونهم الداخلية.
وفي إطار الرد على تصريحات نتنياهو، عقد الرئيس السوري، أحمد الشرع، اجتماعاً مع كبار المسؤولين من الطائفة الدرزية في قصر الشعب بدمشق يوم الاثنين، حسبما نشرت صفحة "رئاسة الجمهورية العربية السورية" على حسابها في منصة "إكس". ورغم نشر صور من الاجتماع، لم تكشف الرئاسة عن التفاصيل المتعلقة بمخرجات اللقاء.
وتزامن الاجتماع مع انطلاق مظاهرات كبيرة في عدة مدن جنوب سوريا، حيث رفع المحتجون لافتات تؤكد وحدة الأراضي السورية ورفض أي محاولات لتقسيمها. وحذر المتظاهرون نتنياهو، مؤكدين أن "حوران لا تلعب بترابها... رح تقاتلك حجارها".
وفي خطوة تصعيدية، أطلق ناشطون دعوات لتنظيم مظاهرة مركزية في مدينة السويداء يوم الثلاثاء، للاعتراض على أي محاولات لفرض واقع جديد في المنطقة.
في سياق هذه التحركات، استعاد السوريون ذكرى موقف تاريخي لرئيس الحكومة السورية الأسبق، فارس الخوري، الذي أعلن في خطاب له من على منبر الجامع الأموي تضامنه مع المسلمين في مواجهة محاولات تقسيم البلاد من الاستعمار الفرنسي. وقد عدَّ المحتجون هذا الموقف مثالاً حياً على روح الوحدة الوطنية التي يجب أن تسود سوريا اليوم.
كان نتنياهو قد صرح خلال حفل تخريج ضباط في تل أبيب يوم الأحد، بأن إسرائيل لن تسمح لقوات "هيئة تحرير الشام" أو الجيش السوري الجديد بالوجود في جنوب دمشق. كما أضاف أن إسرائيل تسعى لنزع السلاح بالكامل من المناطق الواقعة في القنيطرة ودرعا والسويداء، مشيراً إلى أنه لن يتسامح مع أي تهديد للدروز في تلك المناطق.
في المقابل، أكد المحتجون في السويداء ودرعا أن سوريا ستظل وحدة لا تقبل التقسيم، وطالبوا بالانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية من المناطق التي توغلت فيها منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتكرر الحكومة السورية تمسكها بأن الجنوب السوري هو جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وأنها ترفض أي تدخلات خارجية بشكل قاطع.