ووصف الفلسطينيون قرار ترمب بأنه "ظالم وفاشل"، مشددين على صمودهم وتشبثهم بأرضهم.
ومساء الثلاثاء، قال ترمب في مؤتمر صحفي إنه يدعم فكرة "التوطين الدائم" لفلسطينيي غزة في مناطق أخرى، وتلا ذلك بتصريح صادم تحدث فيه عن عزم بلاده الاستيلاء على القطاع.
صامدون في أرضنا
الفلسطينية نهى الإفرنجي تحدثت عن المعاناة التي عاشتها في أثناء الحرب، قائلة: "عشنا ظروفاً صعبة، نزحنا واحترقت منازلنا، لكننا رفضنا الرحيل وسنبقى في غزة".
وأضافت الإفرنجي (44 عاماً): "ترمب يتحدث عن تهجيرنا، لكننا نرفض ذلك وسنبقى هنا حتى الموت لن نتركها (غزة) لأحد".
وقالت سيدة أخرى، فضَّلت عدم نشر اسمها: "نحن هنا، نقول لترمب ولجميع الدول: لن تكون هناك هجرة طوعية ولا قسرية، متمسكون بالوطن، وسوف نُثبّت أولادنا وأزواجنا على أرض الوطن".
وأضافت: "سنبني الوطن مرة أخرى، عشنا 15 شهراً من المجاعة والقتل والإبادة بكل أنواع الأسلحة، لكننا ثابتون".
وفي إحدى مدارس النزوح، وصف أبو أحمد بدر (45 عاماً)، قرار ترمب بأنه "ظالم"، مضيفاً بالقول: "لن نقبله".
وقال: "نحن في أرضنا ولن نغادرها"، موضحاً أنه لا مصر ولا الأردن بديلان لفلسطين، مؤكداً بقاءه على أرضه.
أما أم العبد قريناوي (38 عاماً)، التي عانت من النزوح القسري، فطالبت الدول العربية والإسلامية بالوقوف بجانب الفلسطينيين ضد محاولات التهجير.
بدورها، وصفت أم أحمد عمار (43 عاماً) قرار ترمب بأنه "فاشل"، مشيرةً إلى أن غزة وطنها رغم الظروف الصعبة.
وأضافت: "صامدون فيها (غزة)، وسنظل فيها مهما حصل، مرابطين فيها".
وقالت أم مصطفى أبو شرخ (55 عاماً): "نحن لا نرحل، باقون في غزة، هُجّرنا من بلادنا عام 1948 وننتظر العودة إليها".
وأشارت إلى أنها مهما تعرضت للموت والتشرد ستظل صامدة في غزة، وتساءلت: "إلى أين تريدون تهجيرنا؟ كما أنتم باقون في أوطانكم، نحن كذلك في وطننا وسنبقى فيه".
وفي عام 1948 أُعلن قيام دولة إسرائيل على غالبية أرض فلسطين التاريخية، بعد تهجير قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
انتهاك خطير
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لتصريح ترمب الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال: "لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة.. هذه الدعوات تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "وفا".
وأضاف عباس أن مواطني بلاده لن يتنازلوا عن أرضهم وحقوقهم ومقدساتهم، وأن "قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967".
وطالب عباس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومجلس الأمن الدولي بـ"تحمل مسؤولياتهما، والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف".
ومساء الثلاثاء، كشف ترمب، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار ردود فعل إقليمية ودولية واسعة.
ولم يستبعد ترمب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعاً أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن "الدول مثل إسبانيا وآيرلندا والنرويج وغيرها، التي وجهت اتهامات كاذبة إلى إسرائيل بسبب أنشطتها في غزة، ملزمة قانوناً بالسماح لكل مواطن من غزة بدخول أراضيها -وسوف ينكشف نفاقها إذا رفضت فعل ذلك".
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن هناك دولاً مثل كندا، التي لديها برنامج هجرة منظم، أعربت في الماضي عن رغبتها في استيعاب سكان غزة.
ادّعى أن خطة ترمب "سوف تساعد الفلسطينيين في غزة على الاستيعاب الأمثل في الدول المضيفة، كما ستمكّن من المضي قدماً في خطط إعادة الإعمار في غزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات في مرحلة ما بعد حماس -التي سوف تستمر لسنوات عديدة"، على حد قوله.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج ترمب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلَدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلَّفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.